قال تعالى: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ سورة البقرة آية (25). وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ سورة لقمان آية (
. وقال تعالى: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ سورة (ن) آية (34).
وقال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ سورة آل عمران آية (133-136).
وقال تعالى: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ سورة الحديد آية (21).
وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ سورة الأحقاف آية (13-14).
وقال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ سورة التوبة آية (20-22).
وقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ سورة التوبة آية (111-112).
وقال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ روى الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقد أنزل على عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ قد أفلح المؤمنون» الآيات.
والآيات في أسباب دخول الجنة والنجاة من النار كثيرة معلومة. ووردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى نذكر منها:
عن أبى أمامه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال: «اتقوا الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم»، رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه» رواه مسلم.
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: «أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام أدخل الجنة قال: نعم» رواه مسلم. ومعنى حرمت الحرام اجتنبته ومعنى أحللت الحلال فعلته معتقدًا حله. وهو يدل على أن من قام بالواجبات وانتهى عن المحرمات دخل الجنة. قال العلماء وإنما لم يذكر الزكاة والحج في هذا الحديث لأن الزكاة لا تجب إلا على صاحب المال، والحج لا يجب إلا على المستطيع. وأما الصلاة والصيام وتحليل الحلال وترك الحرام فواجب على كل أحد والله أعلم.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال: لقد سألت عن عظيم وإنَّه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت» الحديث رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طرقا إلى الجنة» رواه مسلم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا
# عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء» رواه مسلم.
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بنى مسجدًا يبتغى به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة» رواه البخاري ومسلم.
وعن أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته تطوعا بنى له بهن بيت في الجنة» رواه مسلم وهن أربع قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر كما في رواية الترمذي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل النَّاس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق» رواه الترمذي وابن حبان في صحيحة.
وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار مالك بالسبابة والوسطى» رواه مسلم.
وحاصل ما تقدم أن أسباب دخول الجنة تنحصر في طاعة الله ورسوله. وأسباب دخول النار في معصية الله ورسوله قال تعالى:
# وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ سورة النساء
آية (13-14).
ويستفاد من ما تقدم من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار ما يلى:
1- الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
2- تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام.
3-. الإيمان الصادق والعمل الصالح الخالص لله الموافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- تقوى الله تعالى وطاعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
5- الصدقة والإحسان إلى الناس في السراء والضراء والعسر واليسر.
6- كظم الغيظ وملك النفس عند الغضب والعفو عن الناس.
7- التوبة والاستغفار في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات وعدم الإصرار على الذنب.
8- المسارعة إلى الخيرات والمنافسة في الأعمال الصالحات.
9- لزوم طاعة الله والاستقامة عليها وجهاد النفس فيها.
10- الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله.
11- محبة الله وخوفه ورجاؤه ومحبة رسوله وعباده المؤمنين.
12- حمد الله والشكر له في السراء والضراء.
13- الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على أقدار الله المؤلمة.
14- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
15- المحافظة على الصلوات والخشوع فيها.
16- الإعراض عن اللغو وكل ما لا خير فيه ولا فائدة تعود منه.
17- غض الأبصار عن العورات والمحارم وحفظ الفروج.
18- أداء الأمانات وحفظ العهود ومراعاتها وعدم الخيانة فيها.
19- طاعة أولى الأمر وهم العلماء والأمراء في غير معصية الله
20- الإيمان بالله واليوم الآخر ومعاملة الناس بما تحب أن يعاملوك به.
21- امتثال الأوامر واجتناب النواهي وفعل الواجبات وترك المحرمات.
22- طلب العلم النافع وهو العلم الشرعي علم الكتاب والسنَّة والعمل به.
23- إسباغ الوضوء والتشهد بعده.
24- بناء المساجد بنية خالصة لله تعالى.
25- المحافظة على الصلوات المفروضة وإكمالها بالنوافل المشروعة قبلها وبعدها.
26- حسن الخلق ولين الجانب والتواضع لله ولعباده.
27- إفشاء السلام وإطعام الطعام وصلة الأرحام والصلاة بالليل والناس نيام.
28- كفالة اليتيم ورعايته والقيام بشؤونه.
29- صدق الحديث وبر الوالدين والإحسان إلى الجار والمملوك من الآدميين والبهائم.
30- الإخلاص لله والتوكل عليه والمحبة له ولرسوله وخشية الله ورجاء رحمته والإنابة إليه والصبر على حكمه والشكر لنعمه بالقلب واللسان والعمل.
31- قراءة القرآن وذكر الله ودعاؤه ومسألته والرغبة إليه والخوف من عقابه.
32- أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتحسن إلى من أساء إليك فإن الله أعد الجنة للمتقين الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.
33- العدل في جميع الأمور وعلى جميع الخلق حتى الكفار وأمثال هذه الأسباب.
34- سؤال الجنة والنجاة من النار والدعاء وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ سورة غافر آية (60) رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ملاحظة:
لا بد لدخول الجنة والنجاة من النار من استكمال الشروط وانتفاء الموانع وامتثال الأوامر واجتناب النواهي وفعل الواجبات وترك المحرمات فلا بد مع الإتيان بالأسباب المتقدمة ونحوها لدخول الجنة من الابتعاد عن أسباب دخول النار من الكفر والشرك والفسوق والمعاصي. ولن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله ورحمة الله قريب من المحسنين والمؤمنين والمتقين والتوابين والمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمطيعين له.
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل واعتقاد. ونسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار. ونسألك بوجهك الجنة ونعوذ بوجهك من النار. ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غرامًا إنها ساءت مستقرًا ومقامًا. اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. #
21