الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد ،،
اعلم أخي الكريم .. أختي الكريمة
أن أعظم موقف يقف فيه العبد على هذه الدنيا هو الوقوف بين يدي الله في ((الصلاة)) هذا الموقف العجيب الذي فيه حلاوة الصلة برب العالمين إن هذه الصلاة تربط العبد بمولاه وخالقه فيكون في حفظه ورعايته على قدر اعتنائه بهذه الصلاة .
وإن أعظم موقف في الصلاة هو ((السجود)) هذا الموقف الذي سكبت فيه دموع الخشية من
رب العالمين ، هذا الموقف الذي تخرج منه دعوات المضطرين ، هذا الموقف الذي يذوق فيه
العبد طعم العبودية والافتقار والاضطرار إلى رب العالمين ، فما أعظم لذة السجود عند عباد
الله الذين خافوا من عذاب الله وخاصة في الثلث الأخير من الليل .
لقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم فقال : إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
فأكثروا الدعاء " لماذا كان ذلك في السجود؟
قال العلماء : لأن في حال السجود تتحقق العبودية، والانكسار بين يديه ، فكلما ذل العبد
لربه علا وارتفع .
نعم ولما عرف الأخيار شرف القرب من الله في السجود ، كان سجودهم طويلاً فقد سجد
بعضهم حتى حفر التراب مكان جبهته وسجد بعضهم حتى إنه إذا رؤى قيل : ميت ، من طول
السجود ومات بعضهم وهو ساجد ، الله أكبر أين نحن من هؤلاء؟
فيا أخي الكريم وأختي الكريمه ..
جرب طعم السجود والتذلل للواحد المعبود وأكثر من الدعاء فيه فيا لله كم رفعت
فيه من دعوات ، ويا لله كم فرجت بسببه من كربات وما ذاك إلا لشرف (( السجود ))عند الله ..
أخي الكريم .. أختي الكريمة ..
إن في القلب فقر شديد لا يسده إلا الغنى بحب الله وفيه حزن وهم لا يذهبه إلا
السرور بمعرفة الله ، وفيه وحشة لا تزول إلا بالأنس بالله ، وفيه اضطراب لن يزول إلا إذ كان
الله وحده هو غاية مطلوبك ونهاية قصدك فلا تعبد إلا هو ، ولا ترجو إلا هو ولا تستعين إلا
به ولا ترجو إلا إياه.
أخي الكريم .. أختي الكريمة ..
ليس للقلب سرور ولذة تامة إلا في محبة الله ، ولا تتم محبة الله إلا بالتقرب إليه بما
يحبه والإعراض عن كل محبوب سواه .
وفي الحديث الشريف أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال:
: (واعلم أنكَ لن تسجدَ لله سجدةً إلا رفعكَ الله بها درجة)
وحين قالَ ربيعةُ رضيَ اللهُ عنهُ لرسولِ اللهِ صلى الله عليهِ وسلمَ : أسألكَ مرافقتكَ في الجنةِ . قال له عليه الصلاة والسلام : (أعني على نفسكَ بكثرةِ السجودِ ..)
ولقد أخبرنا ربنا جل جلالهُ أن كل شيءٍ في هذا الكونِ الفسيحِ في حالةِ سجود وصلاة وتسبيح ..
(.. كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ..)
إن لحظاتِ السجودِ لحظاتٌ فريدةٌ في عمرِ الإنسانِ ، لأنهُ وقتها يكونُ في مقامِ القرب من الرب جل جلاله ..
وحين يستشعرُ القلبُ هذه المعاني كلها وأمثالها .. تنفتحُ له في لحظات السجودِ عوالمُ وآفاق ، وتتوالد في روحه معانٍ راقية يعجزُ القلم عن تقييدها ..
تعـليق ..
"فعـلاً أخي الكريم .. أختي الكريمة للسجــود حلاوة وراحة للقــلب وسكينة وطمأنينة
عـنـدما تخشــع لله الخـالق وتستلم بين يديه فهو منجيك وملبيك
فلقد كان لي عـوناً ومعـينـاً في كثير من أموري
وحافظـاً ونصيـراً وملبيــاً لدعــائي
لا يـأخذ من وقتك شيء فالدعــاء مستجــاب عـند السجود
يقول الله عـز وجل :" أدعوني استجب لكم .. " صدق الله العـظيم
وقال -صلى الله عليه وسلم- (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)
فهذه فرصتكـم فاغـتنموها وأكثروا منهـا فـله وحده الولاء وله وحده
الشكر والحمد فهو حسبنا فتوكل عـليه .."
قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبه )