الصفاء الحقيقي نائبة المدير
تاريخ التسجيل : 05/11/2006 عدد الرسائل : 3751 العمر : 34 الدولة : مكناس الجنس :
| موضوع: صحيح أذكار الصلاة الخميس 3 يناير 2008 - 17:06 | |
| صحيح أذكار الصلاة
إعداد وترتيب محمد حسن يوسف
منقول بتصرف من الكتاب
قال أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود: " ما دام الرجل يذكر الله، فهو في صلاة، وإن كان في السوق. وإن حَرَّكَ به شفتيه، فهو أفضل. وقال أبو جعفر المحوَّلي: وليُّ الله: المحب لله، لا يخلو قلبه من ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته. وقال الربيع بين أنس عن بعض أصحابه: علامةُ حُبِّ الله كثرة ذكره، فإنك لن تحب شيئا إلا أكثرت ذكره. وقال ذو النون: من اشتغل قلبه ولسانه بالذكر، قذف الله في قلبه نور الاشتياق إليه. فكلما قويت المعرفة، صار الذكر يجري على لسان الذاكر، من غير كُلفة، حتى كان بعضهم يجري على لسانه في منامه: الله الله. ولهذا يُلهم أهل الجنة التسبيح، كما يُلهمون النَّفَس. وتصير " لا اله إلا الله " لهم كالماء البارد لأهل الدنيا. | |
|
الصفاء الحقيقي نائبة المدير
تاريخ التسجيل : 05/11/2006 عدد الرسائل : 3751 العمر : 34 الدولة : مكناس الجنس :
| موضوع: رد: صحيح أذكار الصلاة الخميس 3 يناير 2008 - 17:09 | |
| الناس في الصلاة على مراتب خمسة:
أحدها: مرتبة الظالم لنفسه المفرط، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.
الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها، لكنه قد ضيّع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس والأفكار.
الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته، فهو في صلاة وجهاد.
الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها، واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها، بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها، قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها.
الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل، ناظرا بقلبه إليه، مراقبا له، ممتلئا من محبته وعظمته، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات، وارتفعت حجبها بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به.
فالقسم الأول معاقب، والثاني محاسب، والثالث مكّفر عنه، والرابع مثاب، والخامس مقرّب من ربه، لأن له نصيباً ممن جُعلت قرة عينه في الصلاة. فمن قُرت عينه بصلاته في الدنيا، قُرت عينه بقربه من ربه عز وجل في الآخرة، وقُرت عينه أيضا به في الدنيا.
ومن قُرت عينه بالله، قُرت به كل عين. ومن لم تقر عينه بالله تعالى، تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.
[ الوابل الصيب لابن قيم الجوزية، ص ص: 40-41 ]
| |
|
الصفاء الحقيقي نائبة المدير
تاريخ التسجيل : 05/11/2006 عدد الرسائل : 3751 العمر : 34 الدولة : مكناس الجنس :
| موضوع: رد: صحيح أذكار الصلاة الخميس 3 يناير 2008 - 17:22 | |
| أذكار الصلاة
أولا - أذكار الاستفتاح
وموضعها بعد تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى. وقال جمهور العلماء بمشروعيتها، ووردت العديد من الروايات التي يدل ظاهرها على أن المصلي مخيّر في الاستفتاح بأيها شاء، لا فرق في ذلك بين الفريضة والنافلة . وأما التقسيمات الواردة أدناه فالمقصود منها تصنيف أحاديث الرسول ومعرفة ما كان يفعله على وجه الدقة.
◘ في الفرض
]1[ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ إِذَا كَبَّرَ فِي الصََّلاةِ سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ اْلأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ. اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ.
شرح الحديث: ( هنية ): قليلا من الزمان. وهو تصغير هنة، ويقال هنيهة أيضا. ( باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ): والمباعدة بين المشرق والمغرب هو غاية ما يبالغ فيه الناس، والمعنى: باعد بيني وبين فعلها بحيث لا أفعلها، وباعد بيني وبين عقوبتها إن فعلتها. ( نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ): هذه الجملة تدل على أن المراد بذلك الخطايا التي وقعت منه. وبعد التنقية قال: ( اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد ). إذن فالذي يظهر أن الجملة الأولى في المباعدة، أي أن لا أفعل الخطايا. ثم إن فعلتها، فنقني منها. ثم أزل آثارها بزيادة التطهير بالماء والثلج والبرد. ومناسبة استخدام الثلج والبرد هنا، هو أن الذنوب آثارها العذاب بالنار، والنار حارة. والحرارة يناسبها في التنقية منها الشيء البارد. قال الشوكاني: وخص الثوب الأبيض بالذكر، لأن الدنس يظهر فيه زيادة على ما يظهر في سائر الألوان. وقال الخطابي: ذكر الثلج والبرد تأكيد, أو لأنهما ماءان لم تمسهما الأيدي ولم يمتهنهما الاستعمال. وقال ابن دقيق العيد: عبر بذلك عن غاية المحو, فإن الثوب الذي يتكرر عليه ثلاثة أشياء منقية يكون في غاية النقاء ... وقال الكرماني: يحتمل أن يكون في الدعوات الثلاث إشارة إلى الأزمنة الثلاثة: فالمباعدة للمستقبل, والتنقية للحال, والغسل للماضي.
◘ في التطوع
]2[ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي تَطَوُّعًا، قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَاْلأرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صََلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، َلا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ َلا إِلَهَ إَِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، ثُمَّ يَقْرَأُ.
شرح الحديث: ( وجهت وجهي ): قصدت بعبادتي، أو أقبلت بوجهي. ( حنيفا ): الحنيف: المائل إلى الدين الحق، وهو الإسلام. ( نسكي ): النسك: العبادة، أو كل ما يتقرب به إلى الله عز وجل.
◘ في الفرض والتطوع
]3[ عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصََّلاةَ، قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وََلا إِلَهَ غَيْرَكَ.
شرح الحديث: رجّح ابن القيم في كتابه زاد المعاد دعاء هذا الاستفتاح على غيره، فأورد في ذلك عشرة أوجه، فلتراجع هناك . ( سبحانك ): اسم مصدر من سبّح يسبّح، ومعنى التسبيح: التنزيه، أي تنزيها لك يا رب عن كل نقص. والذي يُنزه الله عنه إما مطلق النقص، فينزه الله عز وجل عن الجهل والعجز والضعف والموت والنوم وما أشبه ذلك، أو النقص في صفات الكمال، فينزه عن التعب فيما يفعله، أو في مماثلة المخلوقات، فإن مشابهة المخلوقين نقص، لأن إلحاق الكامل بالناقص يجعله ناقصا، بل مقارنة الكامل بالناقص يجعله ناقصا. ( وبحمدك ): أي ونحن متلبسون بحمدك.
والحمد: هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم: فالله سبحانه وتعالى كامل في ذاته، وكذلك في أفعاله، ففعله دائر بين العدل والإحسان. قال ابن القيم : وبهذا يُعرف الفرق بين الحمد والمدح، فإن المدح وصف الممدوح بالكمال أو بالصفات الحميدة، لكن لا يلزم منه أن يكون محبا معظما، أما الحمد فهو إخبار عن محاسن المحمود، مع حبه وإجلاله وتعظيمه. ( وتبارك اسمك ): اسم هنا مفرد، لكنه مضاف، فيشمل كل اسم من أسماء الله. ( وتعالى جدك ): تعالى: أي ارتفع ارتفاعا معنويا. والجد: الجلالة والعظمة. يعني أن عظمتك عظمة عظيمة عالية، لا يساميها أي عظمة من عظمة البشر، بل من عظمة المخلوق كله. ( ولا إله غيرك ): كلمة التوحيد التي أُرسل بها جميع الرسل.
]4[ وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصََّلاةِ، قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَاْلأرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صََلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، َلا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ، َلا إِلَهَ إَِلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ َلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إَِلا أَنْتَ، وَاهْدِنِي ِلأَحْسَنِ اْلأخَْلاقِ، َلا يَهْدِي ِلأَحْسَنِهَا إَِلا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، َلا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إَِلا أَنْتَ. لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. وَإِذَا رَكَعَ، قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي. وَإِذَا رَفَعَ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ اْلأرْضِ وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ. وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَفْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ َلا إِلَهَ إَِلا أَنْتَ.
شرح الحديث: ( وجهت وجهي ): معناها: أقبلت بوجهي. وقيل: قصدت بعبادتي وتوحيدي إليه. ( فطر السموات ): أي ابتدأ خلقها على غير مثال سابق. وجمع السموات دون الأرض، وإن كانت سبعا كالسموات، لأنه أراد جنس الأرضين. وجمع السموات لشرفها. ( حنيفا ): أي مستقيما. وقيل: الحنيف: المائل، ومنه قيل أحنف الرجل. والمراد هنا: المائل إلى الحق، وقيل له ذلك لكثرة مخالفيه. ( وأنا من المسلمين ): وجاءت في بعض الروايات الصحيحة: " وأنا أول المسلمين "، فإن قالها كان ذلك بقصد التلاوة، أو على معنى: وأنا أول المنقادين إلى الخير، بمعنى المسارعة في الامتثال لما أُمرت به. ( لأحسن الأخلاق ): أي أكملها وأفضلها. ( سيء الأخلاق ): قبيحها. ( لبيك ): لفظ يجاب به الداعي. ومعناه: أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة. ( وسعديك ): من الألفاظ المقرونة بلبيك، ومعناها: إسعادا بعد إسعاد. والمراد: مساعدة لأمرك بعد مساعدة، ومتابعة لدينك الذي ارتضيته بعد متابعة. ( والشر ليس إليك ) : اعلم أن مذهب أهل الحق من المحدثين والفقهاء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء المسلمين: أن جميع الكائنات خيرها وشرها، نفعها وضرها، كلها من الله تعالى وبإرادته وتقديره. فلابد من تأويل الحديث، فذكر العلماء فيه أجوبة: أحدها – وهو أشهرها: أن معناه: والشر لا يتقرب به إليك. والثاني: لا يصعد إليك، إنما يصعد الكلم الطيب. والثالث: لا يضاف إليك أدبا، فلا يقال: يا خالق الشر، وإن كان خالقه، كما لا يقال: يا خالق الخنازير، وإن كان خالقها. والرابع: ليس شرا بالنسبة إلى حكمتك، فإنك لا تخلق شيئا عبثا. ومعنى العبارة : أنه سبحانه لا يبدأ بالشر أحدا، وإنما يجلبه العباد على أنفسهم بسوء عملهم. وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ] الشورى: 30 [ . ( أنا بك وإليك ): أي التجائي وانتمائي إليك وتوفيقي بك. ( تباركت ): استحققت الثناء، وقيل: ثبت الخير عندك.
]5[ وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصََّلاةَ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ صََلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، َلا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ اهْدِنِي ِلأَحْسَنِ اْلأَعْمَالِ وَأَحْسَنِ اْلأَخَْلاقِ، َلا يَهْدِي ِلأَحْسَنِهَا إَِلا أَنْتَ، وَقِنِي سَيِّئَ اْلأَعْمَالِ وَسَيِّئَ اْلأَخَْلاقِ، َلا يَقِي سَيِّئَهَا إَِلا أَنْتَ. ]6[ وعَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا. فَقَالَ رَجُلٌ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ، فَقُلْتُهَا. فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا.
شرح الحديث: ( حفزه ): الحفز: الحث والإعجال. ( فأرم القوم ): أي سكتوا. ( يبتدرونها ): أي: يسارعون إلى كتابة هذه الكلمات لعظم قدرها.
]7[ وعَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ ذَلِكَ.
◘ في صلاة الليل
]8[ عن ابْنَ عَبَّاسٍ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قَالَ: " اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَاْلأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَاْلأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَاْلأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَاْلأرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، َلا إِلَهَ إَِلا أَنْتَ، أَوْ َلا إِلَهَ غَيْرُكَ " قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ: " وََلا حَوْلَ وََلا قُوَّةَ إَِلا بِاللَّهِ ".
شرح الحديث: ( قيم السموات والأرض ): الذي يقوم بحفظهما. ( نور السموات والأرض ): منوّرهما حتى صارت دالة على وجودك. وقيل: المعنى بنورك يهتدي من في السموات والأرض. ( أنت الحق ): هو من أسماء الله تعالى، ومعناه: المتحقق وجوده، أو الثابت حقا لا يتغير ولا يزول. ( ووعدك الحق ): الذي لا يدخله خُلف. ( وقولك حق ): الثابت مدلوله اللازم. ( ولقاؤك حق ): أي رؤيتك في الآخرة بعد البعث حيث لا مانع. ( والجنة حق والنار حق ): أي كل منهما موجود. ( والساعة حق ): أي قيامها. ( لك أسلمت ): انقدت لأمرك ونهيك. ( وبك آمنت ): صدّقت بك وبما أنزلت. ( وعليك توكلت ): تبرأت من الحول والقوة لي، وفوضت أمري إليك. ( وإليك أنبت ): رجعت إلى طاعتك، وامتثال أمرك، والتوبة إليك من ذنوبي. ( أنت المقدم وأنت المؤخر ): أي يقدم من لطف به إلى رحمته، ويؤخر من شاء عن ذلك بعدله. ]9[ وعن عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، رضي الله عنها، أنها سئلت بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ يَفْتَتِحُ صََلاتَهُ، إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، افْتَتَحَ صََلاتَهُ: اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَاْلأرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
شرح الحديث: ( جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ): ذكر هؤلاء الثلاثة من الملائكة لكمال اختصاصهم واصطفائهم وقربهم من الله، وكم مِن مَلَك غيرهم في السموات، فلم يُسم إلا هؤلاء الثلاثة. فجبريل: صاحب الوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، وميكائيل: صاحب القطر الذي به حياة الأرض والحيوان والنبات، وإسرافيل: صاحب الصور الذي إذا نفخ، أحيت نفخته بإذن الله الأموات، وأخرجتهم من قبورهم. ]10[ وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، كَبَّرَ، ثُمَّ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وََلا إِلَهَ غَيْرَكَ. ثُمَّ يَقُولُ: َلا إِلَهَ إَِلا اللَّهُ، ثََلاثًا. ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، ثََلاثًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ، ثُمَّ يَقْرَأُ.
شرح الحديث: ( جدك ): الجد: الجلال والعظمة. ( الهمز ): الجنون. ( النفخ ): الكبر. ( النفث ): الشعر المذموم. قال الشوكاني : يسمى الشعر نفثا، لأنه كالشيء ينفث من الفم كالرقية. وسُمي الكبر نفخا، لما يوسوس إليه الشيطان في نفسه ويعظمها عنده، ويحقر الناس في عينه حتى يدخله الزهو. وهمزات الشياطين: همزاتها التي تحضرها بقلب الإنسان. ]11[ وعَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَكَانَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ثََلاثًا، ذُو الْمَلَكُوتِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ. ثُمَّ اسْتَفْتَحَ، فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ. ثُمَّ رَكَعَ، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَكَانَ قِيَامُهُ نَحْوًا مِنْ رُكُوعِهِ، يَقُولُ: لِرَبِّيَ الْحَمْدُ. ثُمَّ سَجَدَ، فَكَانَ سُجُودُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، فَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ اْلأعْلَى. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَكَانَ يَقْعُدُ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنْ سُجُودِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي. فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَقَرَأَ فِيهِنَّ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءَ، وَالْمَائِدَةَ أَوِ اْلأنْعَامَ شَكَّ شُعْبَةُ.
شرح الحديث: ( الجبروت والملكوت ): هما مبالغة من ( الجبر ): وهو القهر، و( الملك ): وهو التصرف، أي: صاحب القهر والتصرف البالغ كل منهما غايته.
]12[ وعَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: بِمَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَسْتَفْتِحُ قِيَامَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُكَبِّرُ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِنِي، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. شرح الحديث: ( أعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة ): أي يتعوذ من شدائد أحوالها وسكرات أهوالها.
◘ فائدة
هل يُجمع بين أذكار الاستفتاح؟ الجواب: لا يُجمع بينها، لأن النبي - كما في الحديث ]1[ - أجاب أبا هريرة حين سأله، بأنه يقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي ... الخ. ولم يذكر " سبحانك اللهم وبحمدك "، فدل على أنه لا يجمع بينها.
| |
|
الصفاء الحقيقي نائبة المدير
تاريخ التسجيل : 05/11/2006 عدد الرسائل : 3751 العمر : 34 الدولة : مكناس الجنس :
| موضوع: رد: صحيح أذكار الصلاة الخميس 3 يناير 2008 - 17:26 | |
|
ثانيا- أذكار الركوع
سبق: ]4[ وَإِذَا رَكَعَ، قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي. ]13[ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ إِذَا رَكَعَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، ثََلاثَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ اْلأعْلَى، ثََلاثَ مَرَّاتٍ.
]15[ وعَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ.
]17[ وعن علي بن أبي طالب ، قال: كان رسول الله إذا سجد في الصلاة المكتوبة قال: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، أنت ربي، سجد وجهي للذي خلفه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين. وكان إذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، أنت ربي، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي، وما استقلت به قدمي، لله رب العالمين. وكان إذا رفع رأسه من الركوع في الصلاة المكتوبة قال: اللهم ربنا ولك الحمد، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد.
◘ في التطوع
]19[ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي تَطَوُّعًا، يَقُولُ إِذَا رَكَعَ: اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. أَنْتَ رَبِّي. خَشَعَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَلَحْمِي، وَدَمِي، وَمُخِّي، وَعَصَبِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
◘ في صلاة الليل
سبق: ]11[ وَكَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ. ]20[ عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتِ: افْتَقَدْتُ النَّبِيَّ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ. فَتَحَسَّسْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ، يَقُولُ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، َلا إِلَهَ إَِلا أَنْتَ. فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إِنِّي لَفِي شَأْنٍ، وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ. ]21[ وعن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ، قال: قُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ ، فَبَدَأَ فَاسْتَاكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَبَدَأَ فَاسْتَفْتَحَ مِنَ الْبَقَرَةِ، َلا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إَِلا وَقَفَ وَسَأَلَ، وََلا يَمُرُّ بِآيَةِ عَذَابٍ إَِّلا وَقَفَ يَتَعَوَّذُ. ثُمَّ رَكَعَ فَمَكَثَ رَاكِعًا بِقَدْرِ قِيَامِهِ، يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ. ثُمَّ سَجَدَ بِقَدْرِ رُكُوعِهِ، يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ. ثُمَّ قَرَأَ آلَ عِمْرَانَ، ثُمَّ سُورَةً، ثُمَّ سُورَةً، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ.
◘ فوائد
فائدة (1): يقول الشيخ الألباني : هل يشرع الجمع بين هذه الأذكار في الركوع الواحد أم لا؟ اختلفوا في ذلك، وتردد فيه ابن القيم في الزاد، وجزم النووي في الأذكار بالأول، فقال: " والأفضل أن يجمع بين هذه الأذكار كلها إن تمكن، وكذا ينبغي أن يفعل في أذكار جميع الأبواب ". وتعقبه أبو الطيب صديق حسن خان، فقال في نزل الأبرار: " يأتي مرة بهذه، وبتلك أخرى، ولا أرى دليلا على الجمع، وقد كان رسول الله لا يجمعها في ركن واحد، بل يقول هذا مرة، وهذا مرة، والإتباع خير من الابتداع ". وهذا هو الحق إن شاء الله تعالى، لكن قد ثبت في السنة إطالة هذا الركن وغيره، ... حتى يكون قريبا من القيام، فإذا أراد المصلي الإقتداء به في هذه السنة، فلا يمكنه ذلك إلا على طريقة الجمع الذي ذهب إليه النووي، وقد رواه ابن نصر في قيام الليل عن ابن جريج عن عطاء، وإلا اقتصر على طريقة التكرار المنصوص عليه في بعض هذه الأذكار، وهذا أقرب إلى السنة. والله أعلم. وقال ابن العثيمين : لكن أذكار الركوع المعروف عند عامة الفقهاء إنها تذكر جميعا. فائدة (2): كراهة قراءة القرآن في الركوع والسجود: وذلك للأحاديث التالية: ]22[ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ السِّتَارَةَ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إَِلا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ. أََلا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا. فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ. شرح الحديث: ( فقمن ): أي حقيق وجدير. ]23[ وعن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، قال: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ عَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَأَنَا رَاكِعٌ أَوْ سَاجِد.
وقيل في تفسير السبب وراء ذلك:
1- لما كان قارئ القرآن قائما مقام الكليم، كان لابد له من التلبس بحالة من الرفعة تعظيما لما يقرؤه من كتاب الله تعالى، وهذا لا يتناسب مع الركوع والسجود باعتبارهما حالتي ذل وانكسار، وتطامن وانخفاض. إن الركوع يقف فيه الإنسان في مقام تعظيم لله سبحانه وتعالى، ومقام تعظيم الغير هو مقام ذل للمُعَظِّم. ولما كان القرآن أشرف الذكر، لم يناسب أن يقرأه الإنسان وهو في هذا الانحناء، بل يُقرأ حال القيام. اللهم إلا إذا دعا بجملة من القرآن مثل: رَبَّنَا َلا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ] آل عمران: 8 [، فهذا لا يضر، لأن المقصود به الدعاء. قال ابن القيم : إن القرآن هو أشرف الكلام، وهو كلام الله. وحالتا الركوع والسجود حالتا ذل وانخفاض من العبد، فمن الأدب مع كلام الله ألا يُقرأ في هاتين الحالتين، ويكون حال القيام والانتصاب أولى به. 2- إذا كانت السنة قد اقتضت استكثار الدعاء في الركوع والسجود، فقد كُرِه أن يُجمع بين كلام الله وكلام المصلي في موضع واحد فيكونان سواء. 3- لما كان القرآن من أفضل أذكار الصلاة، كانت هيئة القيام من أفضل هيئات الصلاة على الإطلاق لشرف تلاوة القرآن فيها . وبذلك جُعل الأفضل للأفضل، ونُهي عن جعل القرآن في غير القيام لئلا يتوهم استواؤه مع بقية الأذكار والأدعية.
| |
|
المالك الحزين إداري سابق
تاريخ التسجيل : 17/11/2007 عدد الرسائل : 2437 العمر : 44 الدولة : الجزائر المهنة : طبيب الجنس :
| |
safae مشرفة
تاريخ التسجيل : 08/05/2007 عدد الرسائل : 1011 العمر : 37 الجنس :
| موضوع: رد: صحيح أذكار الصلاة الثلاثاء 8 يناير 2008 - 17:44 | |
| | |
|