عندما يتحدث الصمت

على كوكب الأرض ...قارة اسيا .. دولة فلسطين
تقع تلك البقعة المعزولة عن العالم بأسره .. تقع تحت الحصار الإسرائيلى
لا أحد يستطيع الدخول او الخروج عزلوها عن الدنيا فأضحت كجزيره مهجوره أو بركان لا أحد يستطيع الاقتراب منه اعتبروها غير ذات اهميه بالدرجه الكافيه التى يعامل معها مواطنيها معامله تليق برتبه انسان

تحولت غزة إلى ظلام دامس خلت السماء من أى أثر لضوء إلا من أنوار الصواريخ وطائرات الاستكشاف خيم الصمت على كل شبر فيها واصبح الصوت الوحيد المسموع هو صوت القصف
رائحة الدماء التى تكسو الارض الطاهرة تلون للعالم لوحه لأفظع مشاهد الظلم والوحشية
ومن بين المنازل المتهدمة والأنقاض الراقدة منزل تهدمت معظم اجزاؤه اجتمعت به الأسره المكونة من الجدة والاب والام وخمسة اطفال صامدة تنتظر رحمة الله

اخترق السكون صوت الجدة سأحكى لكم الليلة يا أطفالى قصة فلسطين وسأروى لكم قصص البطولة والصمود وسيروى معى ثرى الارض بكل قطره دماء سقطت فوقه احداث القصة ثم تبدأ فى السرد وقبل ان تنتهى الحكايه ترتفع اصوات الضجيج المختلطة بطعم الخوف ليزداد عدد الشهداء ثمانية اخرين
ثم يخيم
الصمت
...

وفى بقعة اخرى على كوكب الارض .. قارة امريكا الشمالية .. دولة الولايات المتحدة الامريكية
فى منزل جميل وفخم بحى راقى بمدينة متطورة تشهد كل سبل التقدم والرخاء يعامل ساكنيها معاملة على النقيض تماما من ساكنى البقعة الاولى فهؤلاء ارواحهم باهظة الثمن ولكرامتهم وحريتهم احترام شديد

سأل الطفل ذو الثانية عشر عاما والده الضابط بالجيش الامريكى
ابى : قرأت أمس بأحد المواقع الإلكترونيه رسالة من شخص عربى يروى ما يحدث بمدينه غزه من دمار وقتل وتشريد ويضع صوره لطفل فى مثل عمرى توفى جراء القصف الاسرائيلى لمنزله وحزنت كثيرا لرؤية هذه الصورة

الاب : بلهجة شديدة الغضب والعصبية لا تصدق هؤلاء العرب فهم ارهابيون واسرائيل تدافع عن مواطنيها ونحن نساعدهم بكل الوسائل لمواجهة الارهاب العربى
الطفل : ابى لماذا ذهبت الى العراق وتركتنا وحدنا
الاب : لأشارك فى الحرب الامريكية على العراق وهذا واجب على كل جندى بالجيش الامريكى تجاه وطنه
الطفل: ولماذا أعلنت امريكا وبريطانيا الحرب على العراق
الاب :بحثا عن أسلحة الدمار الشامل
الطفل :وهل وجدتموها
صمت

الطفل :أبى ماذا لو كنت أنا الطفل العربى وقُتلت بأسلحة اسرائيل التى تزودها بها امريكا فهل ستوجه سلاحك لتدافع عنى وعن اسرتنا ومنزلنا
الاب : بعد تفكير نعم
الطفل :اذن فلماذا تتهمهم بالارهاب عندما يدافعون عن اولادهم وعن ارضهم
الاب : صمت تااااام
...
وفى بقعة ثالثة على كوكب الارض العظيم ... بين قارتى افريقيا وجزء من اسيا ... دولة مصر
التفت الأسرة حول أحد قنوات الأخبار فى التلفاز تتابع أخبار غزه وقد امتلأت صدورهم حنقا وحزنا مع مشاهد القتل والتشريد والدمار

سأل احد الابناء والده
أبى ماذا يمكن ان نقدم لهم
الأب : الدعاء والتبرع
الابن : وهل يكفى هذا فقط
الأب : لا يسعنا فعل المزيد فلابد من تحرك جماعى لكل الدول العربيه
الابن : و لماذا لا يتحرك العرب ماذا ينتظرون بعد
الأب : ينتظروا من بيده القرار
الابن : وماذا لو لم يأتى القرار
الأب : لا اعرف
ممسكا بجهاز التحكم بغضب متجها الى قناه اخرى يأتى منها صوت الرائعة فيروز
الغضب الساطع آت بجياد الرهبة آت وسيهزم وجه القوة
تنتهى الاغنية ويخيم على الجميع
الصمت

لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم

كان هناك صمت رهيب وربما يظل الصمت لفتره اخرى وربما لا ينتهى .......

ولكن ربما هناك صحوة ضمير.....

فعلى الاقل هناك اشخاص بدأت فى الدعاء ,,,

واناس اخرى بدأت بالتبرع ,,,, واخرون ينتظرون فتح باب الجهاد ,,,,

واخرون افاقوا من غفلتهم لشعورهم بمدى القهر والظلم الذى يعيش فيه اخواننا المجاهدون على اراضى الاسلام ....

فربما مازال الصمت موجود ولكن مع صحوة البعض سيصحوا الجميع فى يوم من الايام ...

ومازلنا نرجوا الله ان يزيل تلك الغمه ويدفن الظلم ويعم نور الحق فى جميع الارجاء ...

نعم مازلنا نرجوا الله وسنظل نرجو الله الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا ...

بارك الله فيكى حبيبتى سناء على موضوعك الراقى

نسأل الله العلى القدير نصرا قريبا وفرجا عاجلا لاخواننا المجاهدين فى كل ارض يحارب فيها الاسلام

جزاك الله الف خير حبيبتى

لكى مودتى واحترامى

دودو

» الى متى الصمت؟؟
» الصمت
» عندما.............
» عندما يتحول الحلم الى كابوس
» ::عندما نعشق من ليس لنا ::